محنة هايتي تتفاقم: الدولة عاجزة ووكالات الإغاثة حائرة

سارع زعماء العالم للتعهد بإرسال معونات لإعادة بناء هايتي التي ضربها زلزال مدمر لكن الناجين في شوارع عاصمتها المدمرة لا يزالون في انتظار صول الحاجات الأساسية من الطعام والماء والدواء وسط فوضى عارمة في البلاد.

فبعد أيام قليلة من تسبب زلزال هائل في مقتل الآلاف من المواطنين لا تزال فرق الانقاذ الدولية تعثر على احياء تحت انقاض المباني المنهارة في بورت او برنس.

وأوردت مذكرة للأمم المتحدة الأحد أن ما بين 40 و 50 الف قتلوا بسبب الزلزال لكن التوقعات التي اشارت اليهاعدد من وكالات الاغاثة تحوم حول 200 الف او أكثر.

وتتطابق هذه الارقام مع اخر حصيلة ادلت بها السلطات الهايتية واشارت الى خمسين الف قتيل مؤقتا، فضلا عن 250 الف جريح ومليون ونصف مليون مشرد وانتشال اكثر من 25 الف جثة.

وينتظر مئات الالاف من سكان البلاد الجوعى بيأس المساعدات لكن الصعوبات التي تواجه عمليات النقل والامداد حالت دون وصول امدادات اغاثة كبيرة للضحايا الذين يقيم كثير منهم فى مخيمات مؤقتة في الشوارع حيث تتناثر الحطام والجثث المتحللة.

وتسود مشاعر من الغضب في مدينة ليوغان حيث مركز الهزة الارضية التي ضربت هايتي لان فرق الاغاثة التي كانت ينتظرها المتضررين، لا تكفي مقارنة مع حجم الدمار.

ولم تعد هذه المدينة التي تطل على بحر الكاريبي سوى حقل من الانقاض، ولم يبق شيء من منازلها او كنيستها او اكواخها الخشبية. وقالت الامم المتحدة ان 90 بالمئة من مباني المدينة دمر.

وفضل الآلاف من الضحايا في بورت او برنس الخروج أفواجا السبت في نزوح جماعي هربا من المدينة التي مزقها الزلزال حيث لا تصل المساعدات إلى الشوارع بسرعة كافية للمشردين والمتضررين والجوعى.

وتوجه الناس إلى الأقاليم سيرا على الأقدام حاملين حقائبهم على رؤوسهم وأكتافهم بحثا عن مأوى عند الأصدقاء والأقارب. وكوم آخرون متعلقاتهم في سيارات وشاحنات واصطفوا لساعات طويلة بمحطات البنزين للتزود بالوقود.

وكان الريف أقل تضررا بكثير من بورت أو برنس نظرا لعدم وجود بنايات أكبر من الخرسانة. وتجمع الهايتيون الذين يحملون جوازات سفر أجنبية في المطار محاولين القفز على الطائرات العسكرية وطائرات المساعدات المغادرة.

وفي ظل غياب واسع النطاق للسلطة انقض اللصوص على المخازن المنهارة في الشارع التجاري الرئيسي بالمدينة ونهبوا محتوياتها من القمصان والحقائب ولعب الاطفال واي شيء قد تطوله ايديهم. واندلع قتال بين مجموعات اللصوص التي تحمل المدى والمطارق والحجارة.

وعلى الرغم من عدم وقوع أعمال عنف سوى على نحو متقطع في الشوارع يخشى كثيرون من أن يتغير هذا الوضع إذا صار الحال أكثر بؤسا. ومما قد يزيد الطينة بلة هروب كل المجرمين في السجن الرئيسي في بورت أو برنس بسبب الدمار الذي لحق به من جراء الزلزال ويتوقع السكان ورجال الأمن عودة المجرمين الى معاقلهم في الاحياء العشوائية للانتقام واعاثة الفساد والرعب من جديد.

وتقف السلطات المحلية في هايتي عاجزة فعليا عن القيام برد فعل تجاه واحد من أسوأ الزلازل في العالم على الإطلاق الأمر الذي وضع جهود الإغاثة إلى حد كبير في أيدي الأمم المتحدة و الجيش الأمريكي وحكومات أجنبية أخرى بالإضافة إلى عدد كبير من وكالات المعونة التي سارعت لتقديم المساعدة.

واعترف مسئولو الأمم المتحدة للشئون الإنسانية أن منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تواجه مشاكل غير مسبوقة خلال مساعيها لإحتواء كارثة الزلزال. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إليزابيث بايرز "لم نواجه مثل هذا الوضع على الإطلاق فيما يخص المشاكل اللوجستية".

وهذا يعني أن منظمات الإغاثة تواجه مشاكل لم تشهدها من قبل. وحتى على الأقل في كارثة أمواج المد البحري العاتية "تسونامي" التي وقعت في آسيا أواخر عام 2004 لم تكن هناك مثل تلك المشاكل اللوجستية.

واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما عن انطلاق "احدى اكبر عمليات الانقاذ" في تاريخ الولايات المتحدة وعهد الى سلفيه في الرئاسة جوروج بوش الابن وبيل كلينتون بجمع الاموال لضحايا الزلزال.

وحذر الرئيس الاميركي من ان توزيع المساعدات على المنكوبين في هايتي يمثل "تحديا هائلا" للمشاركين في اعمال الاغاثة، وان المساعدات لهذا البلد الصغير في منطقة البحر الكاريبي "ستمتد لاشهر وسنوات".

ولفت الرئيس السنغالي عبد الله واد أنظار العالم اثر اعلانه بقرار الدولة السنغالية منح الهايتيين حق الهجرة اليها مع الاحتفاظ بحق العودة الى بلادهم.

وتستند الحكومة السنغالية في قرارها الى اعتبارها ان الهايتيين من أحفاد الأفارقة منذ ان اسس العبيد هايتي والذين يعتقد ان بعضهم من السنغال. ولذلك فان واد قال ان السنغال مستعدة لاجلاء الهايتيين واعتبارهم كرعايا سنغاليين يملكون حق العودة الى السنغال.

كما اشار الناطق باسم واد الى ان السنغال مستعد لتقديم قطعة ارض لكل هايتي يأتي اليها ويعتمد ذلك على عدد الهايتيين الذين سيأتون ففي حال كانت الهجرة كبيرة فان السنغال سيعطي منطقة بأكملها لهم، وفي حال كان العدد ضئيل فسوف يحصلون على مجموعات من قطع الارض الصغيرة.

وشدد الناطق الرئاسي على ان السنغال لن يعطي ارضا في صحرائه، بل ستكون هذه الأرض من المناطق الزراعية الخصبة.

سلمت يداك خالد

دمت متالق

شكري

--------------
يعطيك العافيه

مميز دوماً

يعطيك العافيه ياع ـسسل
لاع ـدمناك يارب

م ـيمو

تسلمين اماني علي مرورك

تسلمين بقايا جوهرة علي مرورك

تسلم ميمووو علي رورك