صرخت وسط الجفاف

مساء الخير

(قصتي لكم عبارة عن مشاهد واقعية حملتها لكم من أرض الجفاف من الصومال)

صرخات وسط الجفاف

ارض مقفرة متشققة من شدة العطش، فهي لما ترى قطرة ماء منذ سنوات. صحاري و ارضي مقحلة لا حياة فيها... وسط غبار الأرض الجافة و لهيب الشمس المحرقة قطعت قافلة الإغاثة طريقها متجهة لبلدة تحتضر من اثر الجفاف في جنوب الصومال. و هاهي كالسراب تقف أمام القرية المتهالكة التي أعياها الفقر و الجوع و الجفاف. وفي أسرع من لمح البصر اجتمع أهالي البلدة اللذين خرجوا من بيوت أشبه بالمقابر الجماعية لا يحميهم من سياط الشمس سوى ألواح و خرق بالية.. خرج من الأكواخ بقايا بشر غارت عيونهم والتصق الجلد بالعظم من شدة الجفاف. اتجهت الهياكل البشرية التي تصارع من اجل البقاء إلى القافلة علها تحظى بلقمة تسد الرمق أو شربة ماء تروي العطش. وقف فريق الإغاثة ينظر في ذهول هل ستنقذ قافلتهم رضيعا أو تسعف شيخا يكافح ليبقى على قيد الحياة. الصمت يخيم على المكان. طلب رئيس القافلة من كل رب أسرة أن يتقدم و يجلس في صف حدد موقعه ليسلمه حصة عائلته من المؤن. اجتمع الشيوخ و الشباب في صفوف وجلس بينهم شيخ كبير بثياب بالية بالكاد تستر عورته ينظر في صمت و يصغي باهتمام. بدا فريق العمل بتفريغ الحمولة و ترتيب المؤن لتسليمها. حمل الشيخ الكبير نفسه ببط وهو يتكأ على عصاه توجه نحو كوخه القريب من نقطة تجمع أهل القرية. دخل الشيخ الكبير على زوجته وفي ود و هدوء بدا يحكي لها عن المساعدات التي وصلت و عن المؤن التي سيستلمها. أقبلت زوجته العجوز تبكي و تقبل يديه من شدة الفرح. لم يتمالك الشيخ نفسه فأجهش بالبكاء قائلا: قلت لك سيأتي من ينقذنا من الجفاف, وها هم قد أتوا فلا تحزني. و عاد الشيخ مسرعا بخطوات أمل نحو الجموع ليستقر في مكانه ينتظر دوره. ولكن يبقى هناك بيت من صفائح معدنية و خرق باليه لم يخرج منه احد لماذا؟ اهو فارغ؟ ذهب احد أعضاء الفريق ليستطلع الأمر وجد شيخا تعلوه ملامح الشباب يحمل طفلا رضيعا و يجلس بجوار امرأة تنازع سكرات الموت. زوجته التي أصابتها حمى النفاس ولم تلقى علاجا. أسرع باستدعاء طبيب القافلة عله يستطيع نجدتها ولكن الوقت قد تأخر جدا. فلا ينفع دواء و ولا علاج. فقد ودعت زوجته الجفاف للأبد و ارتحلت لتترك له حمل جديد مع الجوع طفل رضيع. خرج الجميع من الكوخ و الآلام تعتصر القلوب. وقف الجميع في الطابور و بدأت عمليه تسليم و استلام المؤن. وقف في آخر الطابور رجلا في مقتبل العمر مطاطا الرأس, هادئ الطبع, يمشي بخطوات ثقيلة. بدا الرجال في الاقتراب من رئيس القافلة لاستلام المؤن. وكلما اقترب رجل قال لرئيس القافلة: أجزل لآخرنا العطاء و أعطه أكثر منا. فهو من كان يطعمنا ويختم بقول ارحموا عزيز قوما ذل. كان هذا الرجل منقذ و ملاذ البلدة. كان يطعم أهل البلدة من قطيعه و يسقيهم من حليب ماشيته. و الكن الجفاف لم يرحمه فهلك ما تبقى لديه من ماشية. اقترب الرجل في هدوء وحمل حصته من المؤن و توجه إلى كوخه البعيد في صمت.
بعد توزيع المؤن توجه وفد القافلة إلى البركة المحفورة في القرية و التي امتلأت بالأوساخ و الأتربة حيث لم يكن بها قطرة ماء. قام فريق الإغاثة بمساعدة أهل القرية في تنظيف البركة. ثم قام الفريق بتفريغ حملة ناقلة الماء في البركة و التي أصبح الماء فيها أشبه بالطين من شدة تراكم الأتربة فيها. و ما هي إلا لحظات حتى عج المكان بالناس من كل حدب و صوب من سكان القرية و القرى المجاورة يغرفون من الماء و ينقلونه على الرؤؤس وفي العربات و كلهم فرح و انتعاش لأنهم وجدوا قطرات ماء موحلة تروي ظمأ سنينهم.
حمل فريق القافلة أنفسهم بعد أن أضناهم التعب ليرحلوا تاركين خلفهم ارض الجفاف و أطفال تدوي صرخاتهم في الصحاري عودوا إلينا من جديد لا نريد أن نموت وسط الجفاف,,, اذكرونا فنحن نستحق الحياة.

هل يا ترى رحل الامل مع رحيل القافلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!

انا سويت الموضوع اقروه

شي محزن والله مانرااه في الصومااال
اشكرك اختي لطرحك الجميل
بإنتظار ابداعك
تقبلي طلتي