لحظـات الوداع الأخـــير

لماذا هو الوداع ؟؟

لماذا لا نرحل بهدوء الورود .. و صمت العاشقين ؟!!!
نرحل ... و قبل الرحيل لابد من الوداع .. نذهب لموعدٍ مع الوداع الاخير ..
و نعلم انه موعداً سينزع منّــا اشخاص نحبهم ..
و ارتبطت دروبنا بدروبهم .. اشخاص كانوا هم معنى الأمان ..
و هم احضان الافراح ..
و نعلم انه سيخلق داخلنا مدن خاليه .. و قصور لم تزخرف بعد ..
و حدائق و بساتين بلا اشجار و لا زهور ..
نعم .. كلنا نعلم انه و للابد (( سيخطف منّـا اشخاصا سوف نحتاجهم .. و سوف نتمانهم ..
و سوف نبكي بحرقة مؤلمه لشوقنا لهم .. و حنيننا لوجودهم ..
اشخاصا سنتمنى ان نرتمي بأحضانهم تاركين خلفنا كل الآم السنين .. و نزف جروحنا .. ))

و لكنها هي النهايه ..... !!!

ومع الوداع ....
احيانا نكتفي بنظرات صامته .. لتكون هي آخر لحظات الوداع ...
و احيانا مع كل حرف ننطق به لتوديعهم .. يؤلمنا .. و يجرحنا .. و ينزع منّـا دمعة محرقه
لتسيل بهدوء مؤلم ...

لمــاذا لا نرحل بدون وداع .. ؟؟

لماذا نجبر انفسنا على ان تعيش لحظات قاتله تنزع منا ارواحنا لتبقينا اجسادا جوفاء
لايسكنها الا حزن مؤلم .. و بقايا ذكريات لوداع كان في الماضي ... ؟؟

و لكن و مع الم الوداع .. و قسوة الاحتفاظ بلحظات مسروقه من عمر الزمن ..
و مع انين الفراق .. و مع تمزق النظرات ..
بين نظرةٍ تريد ان تنظر لاخر مرةٍ الى خطوات حبيب راحل لتحتفظ له باخر صورةٍ في داخلها ..!!
و بين نظرةٍ طفوليه خائفه لاتريد ان ترى تلك اللحظات .. بإعتقادها انها ربما اذا لم ترى اثار
اقدام راحله لن تفقد ابداً من كان يحتظن دموعها ..!!

و مع كل ذلك .. ..
فإننــا و بإختيارنا لايمكن لنـا ابدا ان نلغي موعدا كان لنـــا .. مع الوداع الاخيـــــــــر ..!!