قصةة امراء حمقاء قصة حقيقة ...

اقترب وقت الغروب وأعلنت السماء رغبتها في تغيير ثوبها الفاتح للون قاتم ،
فقررت الشمس أن تسحب أذرعها التي كانت تحتضن بها الكون , لتلبي رغبة السماء!
فبدأت تنسحب رويدا رويدا ،
وكانت هذه هي اللحظات التي تعشقها منال وتنتظرها كل يوم لتقوم بطقوسها المعتادة،
تهرع الى المطبخ فتعد فنجانين من القهوة وتهرول عبر ممرات المنزل الى الخارج
لتتخذ مكانا في باحته وتضع الفنجانين أمامها على الطاولة الدائرية.
وكأنها تنتظر زائرا يشاركها قهوة الغروب ،فعينها على الباب الخارجي للحديقة تارة وتارة على الفنجان الآخر .
وكأنها أصيبت بخيبة أمل ، جرت كلتا رجليها ودلفت للداخل برجل واحدة لتمد يدها وتسحب دفترا وقلما .
عادت الى مكانها استقر جسدها النحيل على كرسي ازرق انتفضت وكأنها تذكرت أمرا ما أو كأنما أحدهم نهرها
نظرت الى الباب وتصاعد زفير حار من صدرها قبل ان تنفثه خارجا ليتحول الى بخار وكأنها حمم بركان .
رمت بجسدها الذي بدا عليه التعب على كرسي أحمر مواجه للكرسي الأزرق ..فكرت قليلا
وهي تتأمل الكرسي الأزرق ، نهضت من مكانها وضعت كرسيها بجانب الكرسي الأزرق
أخذت فنجان القهوة بكلتا يديها وكأنها تنقل بضاعة ثمينة ووضعته فوق الكرسي !
تناولت ما تبقى في فنجانها...سحبت القلم والدفتر الذين جلبتهما من الداخل ل تكتب:
<<...الغالي حامد ... أعلم أنني سأنتظر طويلا وأنا أتناول قهوتي بنهم تارة وتارة أخرى
سأنظر للفنجان الآخر بأسى ...فنجانك!
نعم مازلت أحضر لك قهوتك عند غروب كل يوم ...كما تحبها...
او كما كنت ستحبها لو كنت ستشربها ذات يوم من يدي.. ألم تكن تلك أمنيتك؟؟
ها أنا ذا أحقق لك ما تمنيته !
عزيزي حامد:
كنت أعلم أنك لن تأتي و أنك لن تجلس بقربي ...
وكنت أعلم ان يدك لن تمتد وتحتوي معصمي وترافقني للحدائق المجاورة لنشم رائحة الأزهار ونلاحق الفراشات الملونة!
كنت أعلم أنك لن تكون معي أبد وأنا أحتضن أوجاعي كما وعدتني!
او تعلم أنني قد خصصت لك كرسيا باللون الأزرق
أعلم انك لا تحب ان يستعمل أحد أشياءك ،وتلك الألوان ستجعلنا نفرق بين أشيائي واشياءك!
اممممم حسنا حسنا ...معك حق انا من لا يحب ان يستعمل احد أشيائي ، لكن لا بأس
ان أعجبك اللون الأحمر يمكنك ان تجلس عليه
او ربما نتبادل المجالس ...رغم انني لا أحب اللون الأزرق كثيرا رغم حبي للبحر والسماء!!!
...
لن أخفيك سرا لقد كنت أعلم منذ البدابة أنه لن يحدث شيئ من كل ذلك ..ولن يتغير مصيري .
وأنني كنت أعلم أن ذلك الباب اللعين لن يفتح ،
وأن القهوة ستبرد وأنني سأظطر لشربها بنفسي بعد أن تصبح باردة كالثلج
لأطفئ بها نار الخيبة ...فما أكثر خيباتي وما أعظم خساراتي.>>
وضعت منال القلم على الطاولة وتناولت فنجان القهوة البارد تجرعته مرة واحدة
وهي تغمض عينيها ليختلط مذاق القهوة بملوحة دمعتين ظل رسمهما كالوشم على خديها،
قبل أن تسمع صوتا أنثويا خلفها يقول : حان موعد الحقنة يا سيدة منال لكي لا تنتكس حالتك مرة أخرى !!!

كل الشكر والتقدير لك على الموضوع الرائع .. ...
.. و ثق أننا بانتظار المزيد منك ...
تحياتى ...

اششكرك على المروور