|
عالمي الأسلامي ومنبع ديني رآحة القلوُب قآل تعآلىَ :{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ( على مذهب اهل السنة والجماعة ) |
الأذكـآر |
|
أدوات الموضوع | طرق مشاهدة الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الإنسان بين الشيطان والقرآن
الإنسان بين الشيطان والقرآن أديب إبراهيم الدباغ الإنسان مِن قاع الهوَّة سُمِع صوت إنسان صارخًا مستنجدًا.. ضاع قلبي، مَنْ على قلبي يَدُلُّني؟ تاهَ روحي، مَنْ على روحي يرشدني؟ وعلى نفسي بكتْ نفسي، فَمَنْ يمسح دمع نفسي؟ وعلى لوعتي ناحَتْ لوعتي، فَمَنْ يُهَدْهِدُ نَوْحَ لوعتي؟ وكُرْبَتي هَاجَتْ أَنَّتي، فَمَنْ يسمع أَنَّتي ويُفَرِّجُ كربتي؟ ويَومي لَقيط بين الأيام لا هوية ولا نَسَب، فَمَنْ إليَّ يردُّ هويتي وإلى نسبي يَنْسُبُني؟.. نومي أرق، وليلِي قلق، وفي جنبيَّ واخزات محرقات جائحات... وأنا شبح شاحب تطويني الغواسق، والليالي الكوالح، تائهًا كملاَّح يقود حُطَامَ سفينته إلى شاطئٍ بعيد المنال يغشاه الضباب والسراب والتوجس والخوف!.. الشيطان ويحك يا إنسان.. ما أشقاك وأتعسك.. صوت عذابك صَكَّ سمع الأرضين السبع، وعويلك هَزَّ -في الأسافل- الظلمات من تحت أبِينا المبَجَّل "إبليس".. ما خَطْبك؟! وأيُّ داهية دهياء حلَّتْ بك وقلبتْ كيانك؟! تلتمس قلبك فلا تجده.. حسنًا لا تفزع.. هو عندي وبمعيّتي، ناديتُه، أغريتُه، فأتاني على عجل.. وعلى عجل أبحرتُ به إلى عوالمي الشيطانية لأُسَلّيَهُ وأُنسِيَهُ هَمَّ نفسه.. فسقَيتُه من كؤوسي، وأَكْرَعْتُهُ من شرابي.. حتّى دار عقله، وانتشى لُبُّه، وغاب عن نفسه، وضلَّ عن ذاته.. ولقد اقتحمتُ جُمجُمَتَهُ وهالني ما تزدحم به من عظيم الأفكار.. وبنفخة واحدة طار كل شيء وصارتْ فارغة تعصف بها الأهواء.. لقد مررتُ بكل الأزمنة، والْتقيتُ "الإنسان" في كل مكان، ولم أدهشْ لشيءٍ دهشَتي للفكر المستولي على القلب البشري كيف يتحول إلى شعلة متوقدة في دم الحضارات، وكيف يغدو معراج ارتقاء وسُلَّمَ سُمُوٍّ للإنسان.. فحزَّ ذلك في نفسي، فشققتُ الأرض عويلاً وصراخًا، وأسرعت أطوي بحار الظلمات حتى لحقتُ به، وسلبتُه كُلَّ فكرٍ مُضْنٍ، وأبدلته عن ذلك حَشْوًا هائلاً من ترهات الأفكار التي لا تشحذ ذهنًا، ولا تضيء وجدانًا!.. فبَعد كُلِّ هذا الذي فعلتُه لقلبك -يا إنسان- تتهم محبتي لك، وإخلاصي من أجلك؟.. فما أَقَلَّ وفاءَك، وأكبر غدرك!.. القرآن يا إنسان!.. يا موضع نظر آياتي، يا قطعةً من روح كلماتي، يا قلبًا نازلاً من فوق سبع سموات، يا مأوى حكمتي، يا نجم سمائي، يا مقيمًا في ثنايا ضميري.. باسمك دعوتُ، وأبوابي لك فتحتُ، والأبديةَ إليكَ أَزْجَيْتُ، وأقباسًا من روحي في روحك أشعلتُ، ولغتي لك ضَوَّأْتُ، وأزليتي لك أَقْرَأْتُ!.. مَحَضْتُكَ قلبي ليخفق في قلبك، وأَعَرْتُكَ عيني لتنير في عينك.. فاسْتُرْ شَجْوَك، وَاكْتُمْ وجَعَكَ.. فقلبك السليب آيب، وروحك الشريد إليك عائد.. لا تخفْ، ولا تَذُبْ أَسًى وحسرةً، فَلَنْ تموتَ روحك ولو باتَتْ تتعذَّبُ ألفَ سنة في جحيم الشيطان.. ولن تصهر النيران جوهر ذاتك ولو سلَّطَ عليه الشيطانُ كُلَّ شواظات ذهنه الجهنّمي.. يخطئ اللعين إذا هو ظنَّ أَنَّ الهلاك مقدور لك ولا مناص لك منه!.. عُدْ إليَّ -يا إنسان- فأغمرك بنوري، وأجلببك بحبوري، وأنشر عليك رحمتي، وأرتفع بروحك، وأسمو بعقلك، وأُرْهِف حِسَّك، وأُهَذِّب شعورك، وأُحرّرك من قَيْدَي زمانك ومكانك، وأنقذك من الفناء، وأصِل حَبْلك بحبل البقاء، وأَسْتَلكَ من العدم، وأهديك الوجود، وأخلّصك من الزوال، وأدفعك إلى الخلود.. وأجعلك كونيَّ السَّعَةِ عَالَـمي النظر، إنسانـيَّ النـزوع، عظيم النفس، أخلاقي السلوك، مُتَجَدِّد الذَّات، لا تَتَعَتَّق أبدًا، ولا تتقادم سرمدًا.. شبابك دائم، وروحك لا تشيخ، وقلبك لا يَبْلَى!.. ____________ * كاتب وأديب عراقي |
29-05-2009, 05:03 PM | #2 |
|
رد: الإنسان بين الشيطان والقرآن
الف شكر غاليتي احاسيس مرهفة
تقبلي مروري وودي |
|
30-05-2009, 06:31 PM | #5 |
|
رد: الإنسان بين الشيطان والقرآن
يعطيك ـألعآفييه
ودي .. ~ |
.. شربت ّ الهم ۆأدمنته ۆغيري‘‘ يشرب الگۆفي’’ ● .. |
Bookmarks |
Tags |
الشيطان, الإنسان, والقرآن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مايتعلق بالمس والجن وامكانه واسبابه وعلاجه .... | بقايا امراة | عالمي الأسلامي ومنبع ديني | 22 | 10-08-2023 06:56 PM |
لماذا لا يذهب الشيطان عندما يستعيذ منه الإنسان ؟ | آحاسيس مرهفه | عالمي الأسلامي ومنبع ديني | 4 | 21-01-2010 02:07 PM |
الى من يريد التخلص من وساوس الشيطان | ورده النيل | عالمي الأسلامي ومنبع ديني | 10 | 21-09-2009 06:34 PM |
السحر والجن والحسد | ورده النيل | عالمي الأسلامي ومنبع ديني | 8 | 17-09-2009 09:52 PM |
الصراع بين الشيطان والإنسان | فؤادزمان | عالمي الأسلامي ومنبع ديني | 5 | 06-12-2008 08:17 PM |
الإعلانات النصية |
|||||