عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-12-2022, 04:01 PM
الفارس 007
الفارس 007 غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 26290
 تاريخ التسجيل : Sat Nov 2022
 فترة الأقامة : 537 يوم
 أخر زيارة : 16-01-2024 (01:18 AM)
 المشاركات : 327 [ + ]
 التقييم : 116
 معدل التقييم : الفارس 007 مبدعالفارس 007 مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي تاريخ ركلات الترجيح في كأس العالم



هذه هي اللحظة التي يتماثل فيها سلوك لاعبي كرة القدم مع سلوك مشجعيهم: التوتر المرسوم على الوجوه، ونبضات القلب المتسارعة، ولكم الهواء عندما يسجل فريقك، والجثو على ركبتيك عند الفشل في التسجيل، سواء كنت في الملعب أو في البيت. إنها كرة قدم في نقائها وروحها وجوهرها الخاص.

عندما أهدر أولي ستايليك ركلة جزاء لألمانيا الغربية ضد فرنسا في نصف نهائي إسبانيا ١٩٨٢، أصبح أول لاعب كرة قدم يعرف ماذا يعني أن تضيّع ركلة ترجيح في بطولة لكأس العالم FIFA. لقد جثا على ركبتيه، وتكوّر على نفسه، ممسكًا رأسه بيديه، وهو الأمر نفسه الذي فعله شعب بأكمله.

بعد بضع دقائق فقط، كان فريق ستايليك على وشك التأهل إلى النهائي عندما أنقذ هارالد شوماخر ركلة جزاء فرنسية ثانية. نسي الجميع تسديدة ستايليك الفاشلة وعمّ الفرح. لكن الآن كان ماكسيم بوسيس هو الضحية، جلس القرفصاء، بائساً وحزيناً.

"اتخذنا جميعاً نفس الوضع في غرف جلوسنا"، يتذكر الصحفي الفرنسي فيليب أوكلير في "المسيرة الطويلة: تاريخ ركلات الترجيح" The Long Walk: The History of the Penalty Shoot-Out،






١٩٧٠-١٩٨٢: بدايات بدائية

في كرة القدم الحديثة، يتسلح المدربون بالعلماء والمحللين الذين يعدون حزم البيانات وأنظمة الجري المتوقعة، ويدرسون النسب المئوية للتسجيل من ركلات الجزاء، بينما يتدرب اللاعبون على أساليب تسديد أو صد خاصة بهم، ويجد المهاجمون طريقهم إلى حلق الشباك، ويتذكر حراس المرمى أنماط التسديد عند الخصوم.

لكن الأمر لم يكن دائماً على هذا النحو. فبعد سنوات من إعادة المباريات وإجراء السحب لتحديد الفائز في المباريات التي تنتهي بالتعادل، اعتمد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم ركلات الترجيح كوسيلة لكسر التعادل في عام ١٩٧٠. وبعد اثني عشر عاماً، كانت هذه الصيغة قيد الاستخدام في كأس العالم لأول مرة.

يتذكر آلان جيريس، الذي نفذ ركلة الجزاء الأولى على الإطلاق في تاريخ ركلات الترجيح في نهائيات كأس العالم: "جمعنا المدرب وسألنا: ‘من يريد أن يسدد ركلة ترجيح‘؟ كان اللاعبون يخلعون أحذيتهم ويقولون: ‘ليس أنا‘!"

ويضيف: "لم يعد الأمر يتعلق بساقيك أو قدميك. بل بدماغك. عادةً ما تكون كرة القدم لعبة جماعية تنتهي. لكن ركلات الترجيح هي مواجهة بينك أنت وحدك وبينهم. وجها لوجه".

دخل جيريس تاريخ كأس العالم بتسجيله أول ركلة جزاء. مع وضع الكرة في نقطة الجزاء، استدار جيريس ووقف بثبات في مواجهة حارس المرمى الألماني شوماخر.

يقول لاعب الوسط السابق: "لم أكن أرغب في رؤيته. لم أستطع النظر إليه. أردت فقط أن أنظر إلى عملية تسديد الكرة".

تم تسديد ركلة الجزاء، وعلى الرغم من خسارة فريق جيريس في نهاية المطاف، فإن تسديدته تمثل بداية قصة طويلة من تكتيكات تنفيذ ركلات الترجيح والأولى في العديد من الضربات الترجيحية القوية.






١٩٨٦-١٩٩٠ - لحظة فاصلة


في المكسيك ١٩٨٦ كان هناك الكثير من دراما ركلات الترجيح. وجدت فرنسا مرة أخرى نفسها في مواجهة بركلات الترجيح حيث اختارت برونو بيلوني، الذي كان بديلاً خلال إقصائها عام ١٩٨٢، لتنفيذ ركلة جزاء ضد البرازيل.

كانت النتيجة ٢-٢ عندما اقترب بيلوني من نقطة الجزاء. وعلى الرغم من أن البرازيل كانت قد أهدرت ركلة الترجيح الأولى من أول ثلاث ركلات، إلا أن بيلوني كان يتابع تسديدة قوية من زيكو، الذي اقترب مباشرة بعد التسجيل من حارس مرماه كارلوس، لمناقشة الطريقة التي يجب أن يتصرف بها.

يقول بيلوني: "عندما طلب مني المدرب أن اسدد ركلة قلت لا مشكلة. لكنني كنت ميتاً من التعب". تمثلت استراتيجيته في ركل الكرة بقوة. ارتدت ركلة جزاء بيلوني من القائم الأيمن واصطدمت بمؤخرة رأس كارلوس وعانقت الشباك. "كان ذلك سحراً"، يقول بيلوني.

ربما لم يمنع الحديث بين زيكو وكارلوس فرنسا من التقدم على حساب البرازيل، لكنه كان خطوة أخرى على طريق ركلات الترجيح لتصبح عملية أكثر منهجية تتسم بالإعداد والتدريب ولا تعتمد فقط على الإيمان الأعمى. في البطولة التالية، جاء الاختراق.

يقول باكي بونر، حارس مرمى جمهورية أيرلندا في مباراتها في دور ال١٦ ضد رومانيا في ايطاليا ١٩٩٠، مبتسما: "أتذكر أنني تحدثت إلى كيفن شيدي قبل ركلات الترجيح مباشرة، وقال إنه سينفذ ركلة الترجيح الأولى ويسددها مباشرة في المنتصف".

ويضيف: "قبل ذلك ببضعة أشهر كنت ألعب [مع سلتيك] ضد أبردين في نهائي كأس اسكتلندا، وأعتقد أنني ذهبت في الاتجاه الصحيح مرة واحدة في ثماني أو تسع ضربات جزاء. كان عليً أن أجلس وأحلل الموقف، وكان صديقي العظيم جيري بيتون (الخيار الثاني لحراسة مرمى جمهورية أيرلندا) قد شاهد نهائي الكأس وطريقة أدائي فيه، وتجاذبنا أطراف الحديث. لقد توصل جيري إلى منهجية مفادها أنه إذا كان منفذ الركلة يقف في وضع مستقيم، فإنه إما أن يسدد بجانب القدم أو يسدد الكرة بقوة كبيرة. ولكن إذا كان يقف بزاوية حادة، فإنه سيسدد على نفس الجانب الذي يقف عليه. لقد أعطاني هذا فكرة أركز عليها".

أصبحت قراءة طريقة الجري قبل التنفيذ، وكيفية التفوق على الخصوم، وإعداد منفذي ركلات الترجيح سلفاً هي القاعدة. ويمكن القول إن أداء أيرلندا في جنوة كان لحظة فاصلة للإعداد الذهني والبدني قبل ركلات الترجيح، خاصة عند مقارنته بهزيمة إنجلترا بركلات الترجيح في نفس البطولة، والتي يعترف ستيوارت بيرس صاحب ركلات الترجيح الفاشلة فيها بأن "القليل جداً، إن لم يكن لا شيء على الإطلاق" قد تم من حيث الإعداد.
ومع انتصارين للأرجنتين في ركلات الترجيح في تلك البطولة، أدركت الفرق في إيطاليا ١٩٩٠ أن ركلات الترجيح كانت احتمالاً يمكن التدرب عليه ولا يجب تركه للحظ. وفي حين أن الإحصاءات والتحليلات لم تكن متوفرة آنذاك، فإن منطق بيتون وبونر وخطة شيدي المتفق عليها مسبقاً وفرت لأيرلندا صيغة لاستراتيجية تتعلق بركلات الترجيح.
فيما كان بونر يراقب دانيال تيموفتي وهو يتقدم لتسديد ركلته من الزاوية، اتخذ قراره بشأن الجانب الذي سيلقي نفسه فيه، وأصبح صده لتلك الركلة أسطورة أيرلندية. وعندما هزت ركلة الترجيح النهائية الشباك وتأهلت أيرلندا إلى ربع النهائي في أول بطولة لكأس العالم تشارك فيها، جثا منفذ الضربة ديفيد أوليري على ركبتيه وتكور على نفسه وأمسك رأسه بيديه.




رد مع اقتباس